لم يكن غريبا ان يطالعنا كاتب صحفي معروووف _بضم الواو_ في عموده اليومي بجريدة قومية شهيرة بهذا النقد الفج الذي توجه به الي انسان عزيز علي قلوبنا جميعا .. انسان خلوق شاء من شاء وابي من ابي .. انسان قبل ان يكون فنان في ملاعب الساحرة المستديرة .. هذا الشاب المصري الجميل .. محمد ابو تريكة.
والكاتب المعروووف لم يعد هناك حرجا عليه .. فهو الأكثر اثارة للجدل في عالم النقد الرياضي المصري في العشر سنوات الأخيرة بتعصبه المثير للدهشة رغم تقلده مناصب صحفية رفيعة ورغم قيادته للقسم الرياضي بصحيفة من كبريات الصحف المصرية.
الكاتب المعروووف خرج عن الاصول وتجاوز الخطوط الحمراء في النقد الرياضي حينما تجرأ علي طعن انسان وليس مجرد لاعب كرة قدم في دينه ..
الكاتب المعروووف تجاوز الخطوط الحمراء حينما سمح لنفسه وهو غير مفوض بالتحدث عن المثاليات أن يتقمص شخصية القديس وهو يتحدث عن اخلاقيات انسان محترم في زمن عز فيه الاحترام.
والكاتب المعروووف لم يخجل من أن يتدخل في الحياة الشخصية والجوانب الروحانية لانسان اخر مثله لينال منه علي صفحات الجرائد كأنما صار من حق اى ناقد رياضي حينما يتصدي للحديث عن كرة القدم ان يهاجم تدين لاعب او ينتقص منه او من صدقه في تدينه.
الكاتب المعروووف تحدث عن ابو تريكة الذي نحبه في الله لكونه رمزا جميلا من رموز النجاح الممزوج بالاحترام والاخلاقيات الرفيعة .. تحدث عنه ويا ليته ما تحدث لأنه اصابنا بالاشمئزاز.
المعروووف .. قال عن ابو تريكة :
"كان ممثلا اكثر منه لاعبا وادعي السقوط علي طريقة فاروق جعفر بحثا عن ضربة جزاء تحميه هو وفلافيو مع أنه في كلامه دائما قال الله وقال الرسول فكيف لمن يتحدث بالدين أن يمثل السقوط واستجاب له الحكم حمدي شعبان واحتسب له ضربة جزاء مشكوكا فيها ألف في المائة ثم ان عبدالحليم حافظ أبوتريكة كان متسللا بمسافة المترين". </FONT>
من حق اي كائن كان ان ينتقد اداء ابو تريكة او غيره .. فهو لاعب كرة قدم وليس فوق النقد ..
ومن حق أى كائن كان ان ينتقد ادعاء ابو تريكة او غيره العرقلة في منطقة جزاء الخصم من اجل الحصول علي ركلة جزاء في مباراة كرة قدم.
لكنه ليس من حق أحد أن يقتحم قلوب العباد ليربط بين محاولة الحصول علي ركلة جزاء في مباراة كرة وبين تدين عبد من العباد لرب السموات والأرض.
ليس من حقك أيها المعروووف أن تنتقص من تدين انسان .. فمن أنت اولا .. ومن أنت ثانيا .. ومن أنت عاشرا حتي تفعلها .. وقلمك لم يتوقف أبدا عن اثارة التعصب بين جماهير كرة القدم بتمييعك الدائم للحقائق.
يا سادة .. محمد ابو تريكة بشر .. انه انسان .. يخطئ مثلما نخطئ جميعا ..
فهل ادعاه أحد نبيا .. و هل سماه أحد شيخا .. !!
ان ابو تريكة لم يبحث أبدا عن شهرة لنفسه او تمسح في الدين والاخلاق لكي يقال عنه انه شيخ او خلافه ..
تريكة مجرد لاعب كرة قدم .. لم نسمع له صوتا .. فنان في الملعب وفنان خارجه في اخلاقياته مع الجميع ..
منحه الله حبا في قلوب عباده ومن المتفق عليه ان الله اذا احب عبدا .. حبب عباده في ذلك العبد.
فلم نعطي الامور اكثر من حجمها .. مرة أخري .. هل ادعي ابو تريكة انه واعظ او شيخ ..
وهل نراه يتحدث يوميا عن صلاته وذكاته وصيامه .. بالله عليكم هل فعلها .. !
اذا كان البعض تصور ان ابو تريكة شيخا ليعامله من هذا المنطلق ومن ثم يسقط من نظره حينما يدعي العرقلة ليحصل علي ركلة جزاء في مباراة .. فهذا خطأ من تصور انه شيخ معصوم لا يخطئ ..
لم يكن خطأ تريكة انه عرف عنه التزامه الديني .. وارتياده للمساجد .. وعدم مشاركته في سهرات او حفلات خارجة عن حدود الدين ..
فلم تحملونه ما فوق طاقته .. لم يحاول البعض ايهامنا بأن ابو تريكة شيطان ادعي الاخلاق ..؟
بل أحسب ان الأزمة الحقيقية عند من يطعنون تريكة في تدينه واخلاقياته التي لا يملك احد منا محاسبته عليها سوي الله ..
الله وحده يا معروووف هو المطلع علي عبده محمد ابو تريكة الذي تهكمت عليه قائلا انه يتحدث بـ " قال الله وقال الرسول" ..
ركلة الجزاء في لقاء الاسماعيلي قد تكون في واقع الامر تسللا بالفعل علي تريكة .. لكن هل تعرض للعرقلة ام ادعاها ؟
قبل أن يتحدث أحد فليراجع شريط اللقاء وسيجد أن اللاعب تعرض لعرقلة واضحة من حارس المرمي .. وبناء عليه احتسبت ركلة الجزاء .. اما كون اللعبة تسللا من الاصل .. فهل هذا خطأ اللاعب !
وحتي لو فرضنا جدلا انه بالغ في اشعار الحكم بالعرقلة .. فهل هذا يمنح البعض الحق في الطعن بتدين الانسان وعلاقته بربه ..
اما اذا كان ابو تريكة ادعي عرقلته في مباراة حرس الحدود منذ اكثر من عامين للحصول علي ركلة جزاء فاز بها فريقه .. فقد اعتذر عنها واعترف بخطأه ..
الا يخطئ أحد منا ... وهل نحن معصومون .. !
يا كاتبنا المعروووف .. اقولها لك باسم كل من احترقوا بنار كلماتك ..
اتق اللـــــــــه فيما تبثه من سموم ..
ولك الله يا محمد .. انها ضريبة النجاح دوما .. فكن من الصابرين ..
----------------------