الجزائرية وهيبة لعبت دور البطولة في حياته
قصة اعتناق زيدان فرنسا الجديد للإسلام
يملك ساقين من ذهب وقلب أسد،* واطلق علي نفسه اسم بلال*.. إنه النسخة المعدلة للنجم الفرنسي الصاعد فرانك ريبيري بعدما أعلن إسلامه*.. الذي يعد ديناموا كرة القدم الفرنسية الجديد*.. والأمل الكبير للديوك الزرقاء في خلافة زيدان وبلاتيني*.. والمستقبل الباهر الذي ينتظر الكرة الفرنسية*.. وصاحب المجهود الخرافي وأحد أبرز نجوم مونديال ألمانيا *٦٠٠٢.
بدون مقدمات أو سابق انذار خطف ريبيري لاعب فريق مرسيليا الأضواء وبات النجم الفرنسي الأول بعد* غياب نجم النجوم وساحر القلوب زين الدين زيدان الذي انسحب من الميدان معلنا* اعتزاله وتفوق علي نجوم كبار من أمثال تييري هنري وباتريك فييرا وديفيد تريزيجيه،* وذلك بعدما قدم عروضا قوية خلال مونديال ألمانيا وظهر بدور المنقذ الذي قاد الفريق للتأهل إلي الدور نصف النهائي قبل الخسارة أمام ايطاليا في النهائي*.
واختلفت الآراء حول إلا أنها في النهاية اتفقت علي أنه موهبة كروية نادرة،* قد تكون الأمل الجديد للكرة الفرنسية في المزيد من الانتصارات والألقاب علي الطريقة'الزيدانية'.
واتفق الجميع علي موهبة ريبيري إلا أنهم لم يعرفوا أن إسلامه كان سر التحول الخطير في حياته الكروية من لاعب مجهول إلي نجم ساطع في سماء الكرة الفرنسية لا يعرف الكثير الوصول إليه أو حتي الاقتراب منه أو مجاراته في الملعب أو في روحه الرياضية التي اكتسبها من خلال تعلمه لتقاليد وتعاليم الإسلام*.
وشدد الفتي الذهبي الجديد للكرة الفرنسية في أكثر من مناسبة علي أن إسلامه هو مصدر قوته داخل الملعب وخارجه،* مؤكدا أنه يمارس حياة مختلفة من خلال سعيه الدائم للتعرف المستمر علي تعاليم وقيم الدين الإسلامي وسعيه دائما للحصول علي راحة البال*.
ويعتبر ريبيري الذي تضع عليه جماهير الكرة الفرنسية آمالا* كبيرة أن التزامه الديني وزوجته الجزائرية الأصل ساعداه في التقدم في كل المجالات خاصة كرة القدم،* مشددا* علي أنه منذ أن أشهر إسلامه قويت عزيمته لتحقيق المزيد من التقدم في مجال الالتزام بالإسلام أو الانجازات داخل الملعب حتي يكون أحد اللاعبين الكبار في فرنسا والعالم*.
وريبيري مسلم مثله في ذلك مثل زين الدين زيدان وإسلامه مصدر فخر كبير بالنسبة له وكذلك للجالية العربية المسلمة في فرنسا،* وذلك بعدما سرق الأضواء في المباراة الافتتاحية للمنتخب الفرنسي أمام سويسرا في كأس العالم عندما رفع يديه شاكرا لله مثلما يفعل أي مسلم*. واعتبر المسلمون في فرنسا وقتها أن تضرع ريبيري هو علامة العز والفخر لهم جميعا كون معظمهم جاءوا من أصول عربية مسلمة*.
ولم يدرك ريبيري أن اعتناقه الإسلام سيلفت إليه كل هذا الاهتمام في وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية التي تابعت مشواره مع منتخب فرنسا في المونديال،* خاصة أنه يعتبر أن إسلامه شأن شخصي وخاص،* ولا يرغب كثيرا في الحديث عنه علنا،* ولا يعرف عن لاعب الوسط المميز لفريق مرسيليا ميله للحديث إلي الصحفيين عن قصة تحوله إلي مسلم ملتزم،* وإن شاع في الأوساط الرياضة أن لزوجته ذات الأصل الجزائري الدور الأساسي والمهم في اقتناعه بالدين الإسلامي الحنيف وهذا ما أكده اللاعب أكثر من مرة،* حيث قال في إحدي المناسبات إن حبه لزوجته* 'وهيبة*' والتزامها بتعاليم دينها أقنعه بالتحول إلي الإسلام،* مشددا علي أنه لم يندم علي هذه الخطوة أبدا خاصة أنه يشعر بطمأنينة وسلام في الإسلام لم يتعود عليهما من قبل*.
وشاعت أخبار إسلام ريبيري في أرجاء فرنسا وكانت إحدي المجلات قد سربت الخبر مطلع العام الماضي،* إلا أنها لم تذكر اسمه علنا،* حيث اعلنت أن أحد عناصر منتخب فرنسا الأول قد أسلم ويرتاد أحد مساجد مدينة مرسيليا بانتظام*.. علما بأن آلاف الفرنسيين يعتنقون الإسلام سنويا،* لكن معظمهم لا يشهرون هذا التحول مباشرة*.
وتحدثت بعض الأخبار عن أن ريبيري أشهر إسلامه بعد زواجه من الجزائرية* 'وهيبة بلعامي' عام *٤٠٠٢ وأنه اطلق علي نفسه حاليا* اسم* 'بلال*' وهو اسم الصحابي الجليل لرسول الله صلي الله عليه وسلم،* ومؤذنه سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه*.
فرانك ريبيري أو صاحب الندبة الطويلة،* يحلو للأعداء تسميته بفرانكشتاين،* كما أن مشجعيه ومحبيه يلقبونه بنفس لقب زعيم المافيا الشهير آل كابوني* 'الوجه المفزع'.. في التسعينيات عاشت أسرته شمال فرنسا في مدينة بولون في مستوطنة بلغ* تعداد سكانها *٢١ ألفا* وتجاوزت نسبة البطالة فيها حاجز ال *٠٦ في المائة*. عندما كان عمره عشرة أعوام كان بإمكانه المحافظة علي الكرة في الهواء وركلها بقدمه أكثر من *٠٠٤ مرة،* في الثالثة عشرة التحق بمدرسة داخلية في مدينة ليل لتعيم الحرف ولكنه بسبب بعض المشاكل اضطر إلي ترك هذا المركز التعليمي والعودة إلي منزل والديه في بولون،* حينها بدا وكأنه سيصبح عامل بناء عاديا خاصة بعدما طرد من الفريق بعد اعتدائه علي زملاء له نعتوه بالوجه المخيف*.
والحقيقة أن الجميع يلاحظون التشوه الظاهر علي وجه ريبيري،* إضافة إلي الجهة اليمني من صدره ومعدته،* وهو نتيجة حادث سيارة تعرض له وهو في الثانية من عمره،* إذ اصطدمت سيارة والده بقاطرة وارتطم ريبيري بالزجاج كاسرا إياه،* وقد نجا بأعجوبة من الموت،* لكن مع تشوهات لازمته وسببت له مشكلات عدة مع محيطه،*
وبعد* 'ليل*' بدأت رحلات ريبيري السندبادية بداية من نادي مدينة بولون الذي التحق به حيث لم يكن أحد يعيره أي اهتمام ولم يكن ثمة من يعتقد أن بإمكانه أن يفعل الكثير،* ومرتبه لم يتجاوز ال*٠٥١ يورو شهريا ولذلك اتجه صوب مدينة أليز جنوب فرنسا ولعب في ناديها في الدرجة الثالثة وبدا له بصيص من الأمل ولكن الأمر لم يستمر لفترة طويلة،* إذ سرعان ما عجز النادي عن دفع رواتب موظفيه موسم* '٣٠٠٢ - ٤٠٠٢' كما أن ريبيري نفسه لم يتمكن من المواصلة في المدينة بسبب عجزه عن مواصلة تحمل ايجار السكن الذي كان يسكن فيه ومن ثم عاد خائبا إلي مدينة والديه بولون وبدا مرة أخري بشكل واضح أنه لن يمتهن سوي البناء*.
في خضم هذه الدوامة وفي ظل البطالة التي كان يعانيها وقعت عليه عين الوكيل الكاميروني جون بيكو وضمه إلي نادي بريست،* وفي نفس الوقت تمكن أبوه من أن يحصل علي عمل في مجال البناء في المرافق العامة*. في ناديه الجديد في الدرجة الثالثة بدأ فرانك ريبيري في تطوير نفسه وحصل علي راتب قدره *٠٠٥٢ يورو وخاض مع الفريق *٥٣ مباراة سجل فيها ثلاثة أهداف*.
وللمرة الأولي فإن مسيرة حياته المتقلبة استقرت علي سكة مستقيمة كما أنه تعرف علي زوجته الحالية وهيبة وتعرف علي الإسلام منها واعتنقه وكالعادة انتقل ريبيري في عام *٤٠٠٢ إلي نادي ميتز حيث لعب عشرين مباراة واختير خلال شهر اغسطس كأفضل لاعب في ذلك الشهر في مركز الجناح الأيمن إلا أنه فسخ العقد في منتصف الموسم بسبب سوء علاقته بزملائه،* وتمت اعارته لنادي جلطة سراي التركي*.. وهناك بدأت موهبته تتفجر اكثر واكثر حيث انه احرز هدفا* في نهائي الكأس ضد فنار بخشة وصنع هدفين آخرين،* الأمر الذي اكسب فريقه الكأس ليتمكن وهو ضمن صفوف جلطة من الفوز بأول ألقابه محترفا* وهو كأس تركيا عام *٥٠٠٢ ووقتها سجد اللاعب شاكرا لله علنا* علي مساعدته في تحقيق هذا الانجاز مع بلد مسلم كما ذكر بعد ذلك*.. وفي استاد علي سامي ارتجل المشجعون الأتراك هذه الأغنية* 'أحبك ريبيري*.. ريبيري*.. ريبيري'.
ولكن القدر بدأ يعيد نفسه مرة أخري إذ لم تستطع إدارة جلطة سراي مواصلة دفع راتبه،* وبسبب ذلك قرر ريبيري مغادرة تركيا بعدما وصلت المشاكل مع النادي إلي محكمة الاتحاد الأوربي لكرة القدم وترتب علي ذلك الانتقال الجديد والأخير إلي مرسيليا*. وفي ملعب مرسيليا الملئ بالحماس انفجر ريبيري مرة أخري تحت إمرة جام فرنانديز مدربه السابق في ميتز،* والده الروحي كما يسميه،* وتألق بشكل لافت للأنظار وأصبح صانع الألعاب للنادي وفي طريقه ليصبح أسطورة،* فكانت النقلة إلي مرسيليا الذي خاض معه موسما* كبيرا مع *٦٣ مباراة وستة أهداف،* إضافة إلي الفوز بكأس* 'انترتوتو' والوصول إلي نهائي كأس فرنسا*. كما لمع نجمه مع احرازه الجائزة الشهرية لأفضل لاعب في الدوري في اغسطس واكتوبر عام *٥٠٠٢ إلي جانب نيله جائزة اكتشاف السنة التي تمنحها مجلة* 'أونز مونديال' وبعد تردد وضغط من الجماهير استدعي ريمون دومينيك مدرب منتخب فرنسا ريبيري ضمن صفوف المنتخب في كأس العالم ولم يخيب ريببري ثقة الفرنسيين ووصل مع الفريق إلي النهائي كما أنه أحرز هدفا جميلا أمام اسبانيا من مجهود رائع*.. بعد كأس العالم بدأت العروض تنهال عليه إلا أن المدير الرياضي لنادي مرسيليا جوزيه انيجو صرح بأنه لن يبيعه ولو بكل أموال العالم،* لكن المؤكد أن جوزيه لن يحتفظ به إلي الأبد