مثل يوم الجمعة الثامن من ابريل عام 2005 بداية عهد جديد فيما يتعلق بتأريخ العلاقة بين الكرة المصرية وبين نظيرتها في شمال افريقيا .. فالسائد فيما قبل هذا التاريخ كان سيطرة الشمال الافريقي علي اغلب المواجهات امام الفرق المصرية باستثناء بعض المناسبات القليلة والتي كان ابرزها انتصار مصر علي تونس بهدف حازم امام في امم افريقيا 2002 بمالي وفوز الزمالك علي الرجاء في نهائي افريقيا بالعام نفسه.
كما نجح الاسماعيلي والزمالك في تحقيق انتصارات طيبة علي الترجي والصفاقسي وتفوق الاهلي هو الاخر في مواجهة نصر حسين داي الجزائري وحسنية اغادير المغربي.
لكن عقدة شمال افريقيا ظلت هي العنوان الرئيسي للمواجهات بين الكرة المصرية ونظيراتها في كل من تونس و المغرب والجزائر برغم تلك الاستثناءات التي ذكرتها وشهد عام 2004 خروجا فاضحا لمنتخب مصر من نهائيات امم افريقيا بتونس علي يد المنتخب الجزائري غير المرشح بالمرة آنذاك كما شهد العام نفسه خروج الاسماعيلي امام نادي الملعب التونسي المغمور من دور ال32 لكأس الكونفدرالية الافريقية.
كما نجح الصفاقسي التونسي في التتويج بلقب دوري ابطال العرب 2003 علي حساب الاسماعيلي والزمالك وتلاه مولودية الجزائر والرجاء المغربي بنجاحهم علي التوالي في اقصاء الزمالك من دوري ابطال العرب عامي 2004 و2005.
الانطلاقـــة
يوم الجمعة الثامن من ابريل 2005 شهد انطلاقة تاريخية لابناء القلعة الحمراء الذين نجحوا تحديدا ومنذ ذلك التاريخ في اعادة تصدير العقدة الي شمال افريقيا بأكمله علي مدار 833 يوما .. اي ما يعادل عامين و 3 اشهر ونصف.
في ذلك اليوم سجل الأحمر انتصارا لن تنساه جماهير الكرة المصرية علي نادي اتحاد العاصمة الجزائري بملعبه في اجواء متوهجة بالحماس من قبل جماهيره الغفيرة بهدف من تصويبة صاروخية للنجم محمد بركات ونجح الاهلي بعدها في المحافظة علي تقدمه الغالي حتي نهاية المباراة لترفع له جماهير الاتحاد القبعة تقديرا لفوزه المستحق علي رفاق بلال ديزيري النجم المخضرم للكرة الجزائرية.
ونجح الاهلي في تجنب الخسارة امام نظيره الجزائري في لقاء العودة بعد تعادلها 2-2 بالقاهرة في مباراة ستظل عالقة في ذاكرة الحارس الدولي عصام الحضري كونها كانت احد اسباب سحب شارة القيادة منه بعدما حمله الجهاز الفني مسئولية هدفي الفريق الجزائري .. لكن الحضري اثبت للجميع لاحقا انه صاحب ارادة فولاذية بعدما ارتدي قفاز التألق منذ تلك اللحظة ليصبح بحق الحارس الأفضل في تاريخ الكرة المصرية مع التقدير للجميع.
كان الدور بعد ذلك علي الكرة المغربية ليحقق الاهلي فوزا غاليا علي الرجاء فارس الدار البيضاء بهدف محمد شوقي في افتتاحية دور الثمانية للبطولة قبل ان ينجح لاحقا في العودة بتعادل ثمين من قلب مركب محمد الخامس في كازابلانكا بهدف لعماد متعب في الوقت القانل.
وفي نهائي البطولة يوم الثاني عشر من نوفمبر 2005 حل الدور علي تونس الخضراء التي احمرت بأهداف الثلاثي تريكة واسامة حسني وبركات في شباك النجم الساحلي بعد ان كان الفريق قد عاد بتعادل سلبي ثمين من ملعب سوسة الاوليمبي قبلها بأسبوعين ليتوج الاحمر بلقبه القاري الرابع وليتاهل الي نهائيات كأس العالم للاندية باليابان للمرة الاولي في تاريخه.
استمرار التفوق
وعاد الأحمر وللعام الثاني علي التوالي ليؤكد تصدير العقدة الي الشمال الافريقي بعدما استهل موسمه عام 2006 بتحقيق بطولة السوبر الافريقية علي حساب الجيش الملكي المغربي بالفوز بركلات الترجيح 4-2 في القاهرة.
ورغم الافتتاحية الضعيفة للأحمر في دوري المجموعات في بطولة افريقيا 2006 بالهزيمة امام الصفاقسي علي ملعب الطيب المهري بهدف عصام المرداسي الا انه نجح بعد ذلك في معاقبة الصفاقسي نفسه مرتين كانت الاولي في دوري المجموعات علي ملعب القاهرة بالفوز 2-1 بهدفي ابو تريكة وفلافيو امادو ولنترك الثانية قليلا حيث واصل الاحمر انتصاراته قبلها علي الكرة الجزائرية مسجلا الفوز علي شبيبة القبائل ذهابا في القاهرة بهدفي صديق واسامة حسني قبل ان يتعادل ايابا في العاصمة الجزائرية 2-2 بهدفي تريكة.
لكن الانتصار الأغلي للاهلي في 100 عام من عمر هذا الصرح العريق كان بلا شك هو ما تحقق في ملعب رادس بالعاصمة تونس امام 70 الف متفرج يوم السبت الحادي عشر من نوفمبر 2006 بقدم الفنان محمد ابو تريكة في الدقيقة 92 علي حساب الصفاقسي التونسي وهو الانتصار الذي حقق للاهلي لقبه القاري الخامس وصعد به الي اليابان للعام الثاني علي التوالي لينفرد بكونه النادي الوحيد في العالم الذي تأهل لبطولة العالم للاندية مرتين متتاليتين.
التأكيـــد
وعاد الأهلي ليؤكد تفوقه علي اندية الشمال الافريقي وليسجل لقبا قاريا جديدا وهذة المرة في قلب العاصمة الاثيوبية اديس بابا حينما احتفظ بلقبه كبطلا للسوبر الافريقي بالفوز علي النجم الساحلي التونسي بركلات الترجيح يوم الأحد الثامن عشر من فبراير 2007.
وكان الترجي زعيم الكرة التونسية هو اخر من تجرع طعم الهزيمة _حتي اشعار آخر_ من فارس الكرة الافريقية الاوحد في السنوات الأخيرة بعدما حقق الأهلي الفوز عليه بثلاثية رائعة للمبدع ابو تريكة والمتألق فلافيو والمجتهد اسامة حسني في لقاء الفريقين مساء الجمعة العشرين من يوليو 2007 ليؤكد الأحمر انه لازال علي الموعد لاعادة تسطير تاريخ الكرة المصرية مع نظيراتها في الشمال الافريقي .. علما بأن الفوز الأهلاوي علي الترجي هو الأول في تاريخ مواجهات الفريقين بعد ان انتهت جميعها بالتعادل سابقا.
833 يوما سجل فيهما الأهلي 9 انتصارات علي فرق الشمال الافريقي من اصل 15 مواجهة مقابل هزيمة واحدة و5 تعادلات .. واحرز الاهلي 19 هدفا وسكن مرماه 8 اهداف فقط.
833 يوما صدر خلالهم الاهلي عقدة الشمال الافريقي الي بلادها .. وقضي نهائيا علي ما تأصل في الفكر الكروي المصري من انتظار الهزيمة في اي مواجهة مع تونس والمغرب والجزائر بسبب ما سمي من قبل (عقدة شمال افريقيا ).
833 يوما اصبح خلالهم الاهلي هو العقدة .. اصبح اللون الاحمر هو الهاجس .. اصبح ابو تريكة هو الرمز .. خاصة في الشقيقة تونس بعدما نجح في التسجيل ضد جميع الفرق التونسية التي واجهها الأهلي.
انه يستحق الشكر من كل المصريين .. علي اختلاف ميولهم الكروية ..
فشكرا يا أهلــــــــــــي .. باسم كل المصريين.